يخطىء كثير من الصائمين في عدم الفقه في دين الله تعالى بما فيه الصيام ،
فكثير منهم لا يعرف ما يفطر صومه ،ولا ما يجرحه و لا ما يفسده،
وماذا يسن للصائم وماذا يجوز له ،وماذا يجب عليه وما يحرم عليه ..
ويقع بعض الصائمين في ذنوب عظيمة تفسد عليهم صيامهم
و تضيع عليهم قيامهم منها:الغيبة ،النميمة والفحش في القول
والاستهزاء واللعن وغيرها من ذنوب اللسان ..
ومن الأخطاء:
الإسراف في رمضان في موائد الإفطار و السحور فيوضع من الطعام
ما يكفي الفئام من الناس ،و يكثر من الأنواع و يفنن في عرض كل غال،
و رخيص من مطعم ومشرب ،من حال و حامض وحلو ومالح ، ثم لا يؤكل
منه إلا القليل و يهدر بقيه مع الفضلات ،ويرمى مع النفايات ،وهذا
هدي الإسلام العظيم ، قال سبحانه وتعالى (وكلوا و اشربوا و لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )...
فكل ما زاد على حاجة الإنسان و استهلاكه فهو إسراف مذموم
ولا يرضى به رب الصائمين...
ونجد الأسواق في رمضان مليئة بالمشترين ،وكلهم يحمل من الأشربة
و الأطعمة ما يكفي عشرات الأسر..
هناك أسر تموت جوعاً، لا تجد فتات الخبز ،تنام في العراء تفترش الغبراء
و تلتحف السماء ،وأسر هنا أصابتها التخمة من كثرة إسرافها و تبجحها ..
من مقاصد الصيام :استفراغ المواد الفاسدة في المعدة بتقليل الطعام
،وكيف يتم ذلك لمن أسرف في طعامه و شرابه ،و بذر في مأكله ..
و كثير من الصائمين قطعوا النهار في نوم ،فكأنهم ما صاموا منهم
من لا يستيقظ إلا عند الصلاة ثم يعود إلى نومه ،
قطع نهاره بالغفلة و أمضى ليله بالسهر..
الحكمة من الصيام:
أن يعيش الصائم لذة الجوع لمرضاة الله و طعم الظمأ في سبيل الله ،
والذي جعل النهار نوماً كله لا يجد ذلك ..
ومن الصائمين من يلعب ِألعاباً أقل أحكامها الكراهة ،مثل لعب الورق
و الإسراف في لعب الكرة ،وكذلك ألعاب يزعمون أنها مسلية تضيع الوقت
و تفني الساعات في غير منفعة ..
ومن الصائمين من يسهر الليل سهراً ضائعاً لا منفعة فيه و لا أجر فهم في
لهو ولعب وشرود بينما لا تجد في السهر ركعتين في ظلام الليل ..
ومن أشنع أخطاء الصائمين تخلفهم عن صلاة الجماعة لأدنى سبب و أتفه عذر ،
وهذا من علامات النفاق ،ومن براهين مرض القلوب،وموت الأرواح ،ومنهم
من ليس بينه في رمضان و بين القرآن الكريم صلة أو قربى يقرأ كثيراً لكن
في غير القرآن الكريم ،ويطالع كثيراً و لكن في كتب غير كتاب الله عز وجل ...
ومن الصائمين من لا تجود نفسه بصدقة في هذا الشهر العظيم حاله يقول :
تكفيني الفريضة ،وهو لا يكتفي من الدنيا بالقليل بل يحرص على الكماليات
منها حرصه على الضروريات..
ومن الصائمين من أتعب أهله بتكلف صنع كثير من الأطعمة و الأشربة حتى
أشغلهم عن القرآن الكريم و السنة ،وعن ذكر الله والعبادة ،ولو اقتصر
على الضروري لوجد أهله وقتاً واسعاً للتزود من طاعة الله عز وجل..
اللهم زدنا ولا تنقصنا ،و أعطنا و لا تحرمنا ،و أكرمنا و سامحنا و اعف عنا ..
وصلى الله على نبينا محمد ..